تًعد جرائم الإبادة الجماعية من أخطر وأبشع الجرائم التي تواجه الشعوب، حيث ارتكبت العديد من جرائم الإبادة الجماعية عبر التاريخ، وقد تركت هذه الجرائم أثرا عميقا؛ لأنها كانت تستهدف عِرقاً أو مجموعة معينة من الناس ومحاولة إبادتها. إن التطور والتقدم الحاصل عالميا لم يمنع من ارتكاب مثل هذه الجرائم، بل تكررت عمليات الإبادة إلى الآن، وهناك شعور ومخاوف من حدوث جرائم الإبادة الجماعية في العديد من الأماكن في العالم مستقبلاً.
إن شعب كوردستان من الشعوب المغلوبة على أمرها، عبر التاريخ وفي ظل الحكومات المتعاقبة وبحجج وذرائع مختلفة نُفذت ضده قرارات الإبادة؛ ونتيجة لذلك زهقت أرواح الآلاف، وبقيت آثارها السلبية إلى يومنا هذا.
إن سقوط نظام البعث وتأسيس نظام جديد في العراق بعد سنة 2003 لم تكن بداية لإنصاف وإرجاع حقوق ضحايا حملات الإبادة كما كان متوقعاً؛ لأنه إلى الآن لم تعالج قضايا الإبادات الجماعية في العراق. إن معظم ملابسات تلك القضايا والجهات التي ارتكبت هذه الجرائم ضد شعب كوردستان بقيت قيد الكتمان، وان آثار ونتائجها باقية أيضا؛ لذلك دعت الحاجة - وعن طريق سلسلة من المؤتمرات العلمية - إلى الكشف عن الحقائق مع إيجاد حلول لتأثيراتها السلبية.
ومن هذا المنظور أعد مشروع المؤتمر العلمي الدولي حول جرائم الإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان، حتى تكون بداية لإيجاد حلول لتأثيرات الجريمة وعدم تكرارها مستقبلا.